الثلاثاء، 11 مارس 2014

دمعة قتلتها ...

دمعة قتلتها ...
استيقظت في الليل فسمعت نواقيس الخطر تدق اذانها .... كان شعورها بقرب اجلها ... فنظرت الى الطفل الرضيع ذو الستة اشهر فاذا بدقات قلبها تنبئ بالخطر تجاه هذا الطفل أنتابها التردد تجاهه ..... صوت حطام الابواب وصراخ الضحايا في الخارج دفعها للهروب مع الطفل الى غابة لطالما اخفت وقتلت الكثيرين ..
تركض مسرعة مع انفاس خائفة وخطوات تاخذ صوت هدوء الغابة .. وقفت قليلا !! للتلتقط بعض الانفاس .. هدوء قليل .. ثم ضوضاء من الاعشاب التي تتحرك وتتكسر بصوت ينبأ عن ذلك الظالم القادم نحوها.. فاخذت بالركض نحو لا شيء ... تحاول الغابة اخفاء صوت خطواتها وانفاسها المتعالية من الخوف كأنها تسير في الهواء والرياح التي تحاول تغير اتجاه صوت الخطوات ... جلست وراء احد التلال .. كأن التل يحاول ضمها للتظليل عن الظالم لكن بدون فائدة فجميع موجودات الغابة من اشجار ورياح وارض خائفة من الظالم يحاولون اخفاء الطفل فقط ويتركوه ما ان يصبح الظالم قريبا منهم ...
اختبئت وراء شجرة وهي تأخذ نفسا مليئا بالعبرة والخوف كأن الشجرة تحاول اخفائها لكن الخوف الذي يسيطر على الشجرة لا يسمح لها بالتضحية بنفسها من اجل الطفل و المرأة ..
. فاحست المرأة بالحزن الكبير فتقوم عيناها بالحكم عليها بالموت بتساقط دموعها التي قامت بشق طريقها في وجنتيها
كأنها سيل من الحمم يسير في محيط منجمد ... احست بحرارة دمعتها الحزينة الخائفة التي تقارب السقوط على وجنتين الطفل .... فتسأل مع نفسها : هل من الممكن ان يستيقظ الطفل من خلال هذه الدمعة ؟؟ لا مستحيل انها شيء بسيط ؟؟ ..... سقطت الدمعة على بشرة الرضيع الرقيقة تخترق انسجته الطرية بحرارتها ,استيقظ الطفل من خلال هذه الدمعة فبدأ بالبكاء لم تعرف ماذا تفعل حيناها فقد حكمت دمعتها بالموت عليها وتبرأ الجميع منها وتركوها وحدها تواجه مخاطرها بمفردها .. فسمع صوتها من قبل من اعتاد على قتل الابرياء .. فوجدوها هي والطفل الباكي وحدهم .. بخوفهم .. وعجزهم ..... فقتلوهما .. مع احاسيس الخائفين بالظلم .
.
.
من تأليفي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق